خاص لـ"ميدار.نت" بالفيديو.. وثائق بريطانية تروي قصة مطار دبي 

 ميدار.نت - دبي 25 أكتوبر 2022
Cover

 ميدار.نت - دبي


يواصل مطار دبي الدولي تصدره لمطارات العالم بمختلف المؤشرات، كان آخرها الإعلان منذ أيام عن حفاظه على مركزه الأول بوصفه أكبر مطار في السعة المقعدية المجدولة، وبفارق كبير مقارنة بمطار «لندن هيثرو» الذي حلّ ثانياً، وفق بيانات نشرتها مؤسسة «أو إيه جي» الدولية المزوّدة لبيانات المطارات وشركات الطيران.
ويفخر أبناء الإمارات ودبي بهذه الأيقونة التي تمثل واجهة حضارية تستقبل وتبهر زوار الإمارات بتقدمها ورقيّها، مرحبة بملايين المسافرين بعمل لا يعرف الراحة، ودقة مطلقة تعتمد الثانية لا الدقيقة مقياساً في عملها.  
وكتب الكثير ممن عاصروا نشأة المطار عن الجهود التي بذلك في تلك الأيام حتى تجسد مشروع المغفور له الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، حاكم دبي، واقعاً ناججاً على الأرض.


الإنجليز: لا يمكن إيقاف طموح راشد
لكن "ميدار.نت" بحثت واستقصت في وثائق بريطانية عن تلك الحقبة وذلك المشروع، حتى وصلت إلى وثيقة مهمة للغاية، تضمنت القصة من منظور لا يعرف المجاملة أو المبالغة العاطفية، فجاءت الوثيقة شهادة حقيقية وحيادية على جهود وحكمة وسعة افق الشيخ راشد الذي "لا يمكن إيقاف طموحه" وفق ما ورد فيها.
وأشارت الوثيقة البريطانية إلى أن الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم حاكم دبي طلب من الإنجليز طوال 3 أعوام "1957 و 1958 و 1959" تأسيس مطار في دبي، 1959 وبإصرار لا تراجع فيه.
وجاء هذا المشروع لإدراك حاكم دبي أهمية المطار في حركة التجارة والاقتصاد وتطور الإمارة، ولأنه شاهد انتعاش حركة الطيران من حوله في منطقة الخليج ولم يكن يريد لدبي أن تتأخر عن سباق التطور.
وردّت الحكومة البريطانية بالرفض متعللة بأن "مطار الشارقة يكفي، خاصة أنه لا توجد مسافة كبيرة بين الإماراتين".
وهنا بدأ راشد يبحث عن بدائل لتحقيق هدفه، فأتاه عرض من شركة كانو البحرينية وعروض أخرى، فما كان من الإنجليز إلا العودة من جديد لاسترضائه.


لقطة مضيئة لتجار وأعيان دبي
وتضمنت الوثائق البريطانية، التي حصلت "ميدار.نت" على نسخة منها مراسلات بين القائم بالأعمال في الخليج ووزراة النقل والطيران المدني في بريطانيا، تحمل اعترافاً إنجليزياً: "لا يمكننا إيقاف طموح راشد.. سوف يبني المطار على نفقته وفوق أرضه وعلينا الاستجابة له سريعاً".
وسجّل تجار وأعيان دبي نقطة تحول جديدة في قصة تأسيس المطار حين قالوا: "نحن مع راشد مهما كانت التكلفة"
واختيرت منطقة جبل علي مكاناً لإقامة المطار وفقاً للدارسات والمسوحات الأولى، وتم عرض التصور الكامل على حاكم دبي لمعرفة تصوراته عن طاقة المطار وحركة الشحن والتكاليف التي اقتربت من نصف مليون جنيه إسترليني.
لكن توقف المشروع لأسباب كثيرة، أهمها بعد المسافة بين جبل علي وقلب دبي، وارتفاع كلفة إنشاء طرق وشبكات مياه وكهرباء، وصعوبة نقل المعدات وصيانتها.
وكانت منطقة "ديرة دبي" الحل البديل والأقل تكلفة لتصبح مكاناً للمطار، فتم إرسال عينة من التربة لفحصها في لندن، وإجراء مسح للمنطقة والتأكد من صلاحيتها.
المهبط كان بسيطاً ولم تتجاوز  كلفته 16 ألف باوند، ومبنى المحطة يتكلف 2500 باوند، وأثناء وجود الشيخ راشد في لندن عام 1959 طلب من الإنجليز معدات للمطار قيمتها 17 ألف باوند، كما طلب بناء فندق حديث بجانب المطار بغرف مكيفة يبلغ عددها 30 غرفة وفق أحدث الأنظمة وبتكلفة 100 ألف باوند.
ومع ارتفاع التكلفة ظهر بعض تجار دبي للمساهمة في مشروع وحلم دبي، ومنهم "مرشد العصيمي" الذي أبدى استعداده لدفع 2 مليون روبية.
وبدأ التنفيذ وذهب الشيخ راشد ومعه 100 من أعيان دبي للمعاينة، وعمل الجميع بجد حتى تم افتتاح المطار رسمياً في 30 ديسمبر عام 1960.


اعتراض شركات الطيران كبرى 
الوثائق البريطانية تؤكد: "كانت هناك ثقة من حاكم دبي وتجار المدينة والإنجليز بأن هذا المطار سوف يكون الأكبر والأكثر حركة ويحقق مكاسب مالية".
ولم يكتف الشيخ راشد ببناء المطار بل قرر تأسيس وكالة دبي الوطنية للسفر الجوي، ليجعل الجزء الأكبر من الدخل المالي للمطار من نصيب دبي، وهنا اعترضت بعض شركات الطيران الكبرى مثل شركة طيران الخليج "جلف افييشن" خوفاً من سحب البساط منها وتقليل مكاسبها المالية، لكن الشيخ راشد تعامل بحكمة مع كافة المشكلات والعواصف، فأصبح لدبي مطار يجعلها على تواصل دائم مع العالم.
وفي البدايات كانت شركات طيران جلف أفييشن و B.O.A.C والميدل ايست الأكثر نشاطاً في مطار دبي، ووما حدث بعد ذلك وصولاً لما عليه مطار دبي بمكانته العالمية اليوم كانت بدايته فكر وعقل وإصرار راشد وقدرته على مجابهة العواصف.
وتوالت نجاحات مطار دبي الدولي حتى بات في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، في صدارة تصنيفات المطارات العالمية.
ومن المتوقع أن يبلغ عدد المسافرين عبر مطار دبي بنهاية 2022 ما يقرب من 80 مليون مسافر.

وثائقيات_ميدار

بالوثائق 1957 - 1960 : ماذا فعل #الشيخ_راشد_بن_سعيد_آل_مكتوم ليجعل الإنجليز يقولون "لا يمكننا إيقاف طموح راشد"

ولماذا رفضوا في البداية الاستجابة لطلبه ببناء #مطار_دبي ؟

وكيف وقف تجار وأعيان دبي خلف حاكمهم؟

تفاصيل تاريخية تروى لأول مرة عبر ميدار pic.twitter.com/H5uNnzpnvB

— midar.net | ميدار.نت (@MidarNet) October 24, 2022